عمليّة القيصر - Opération Caesar
هي مهمّة ألمانية سرّيّة جرت أواخر الحرب. الهدف منها كان نقل محرّكات الميسّرشميت (اوّل طائرة نفّاثة في التاريخ) , كمّيّة كبيرة من الزّئبق ومجموعة من العلماء الألمان واليابانيّين , نحو اليابان, والكلّ على متن الغوّاصة الألمانيّة U-864 . واليكم مجريات العمليّة :
مع تقدّم قوّات الحلفاء وسيطرتهم على القواعد البحريّة والجوّيّة , كان آخر أمل النّظام النّازي متمثّلا من جهة في أسلحة الانتقام كصاروخ V2, ومن جهة أخرى في استكمال الاكتشافات العسكرية والتكنولوجية الأخيرة في جزيرة بينانغ الماليزيّة لتغيير مسار الحرب في المحيط الهادي والجبهة الأوروبيّة.تجسّد هذا الأمل في عمليّة القيصر..في 5 ديسمبر 1944 انطلقت الغواصة من قنال مدينة كيل الالمانية محمّلة بتصاميم عسكرية ومحركات المقاتلة Me 262 وعلماء و 65 طنّا من الزّئبق موزّعة على 1857 خزّانا من الفولاذ.كان عليها ان تمرّ من بحر الشمال والدوران على الجزر البريطانيّة ثمّ افريقيا عبر رأس الرّجاء الصّالح (آخر وأسفل نقطة في القارّة).وبذلك استعدّ الطاقم لرحلة ستدوم لأشهر وهم واثقون, بما انّ الغواصة لم تواجه مشكلا قبل ذلك.لكن حدث العكس وهو ما الزم القائد Wolframبتوجيه المركبة البحرية الى المخبأ البحري الرهيب ببرغن Bergen النرويجية لاصلاح العطب الناجم عن حادث.وبعد استئناف الغواصة لرحلتها , اكتشفت الغواصة البريطانية HMS Venturer مكان العدو بسبب محركات ديزل,وبقي الطاقم الانقليزي ينتظر ان يطفو الالمان على السطح حتى يطلقوا عليهم الطوربيدات, طيلة 45 دقيقة.واكتشفت الغواصة الالمانية وجود البريطانية وهو ما دفعها للمخاطرة بالعودة الى برغن محاولة تضليل العدو , وكان بامكانها التفوق بفضل 22 طوربيدا مقارنة ب4 فقط لدى الانقليز.بقي اذن Launders وهو قائد غواصة HMS يحاول فكّ شيفرة مسار الغواصة الالمانية طيلة 3 ساعات ثمّ اخيرا اطلق الطوربيد الاول: نزل الالمان الى الاعماق وتفادوه , ثم نجحوا في التخلص من الثاني والثالث , لكنّ الغواصة وجدت نفسها في مسار الطوربيد الرابع والاخير وانفجرت الى نصفين في 9 فيفري 1945 وهي الآن ترقد في عمق َ150 مترا , 4 كيلومترات قرب جزيرة فيدج Fedje النرويجية رفقة 73 بحّارا. وكانت اوّل مرة في التاريخ تقوم غواصة باغراق غواصة اخرى وهما تحت الماء..واثر انتهاء الحرب, تم اهداء الغواصة البريطانية الى البحرية الملكيّة النرويجية ليصبح اسمها KNM Utstein

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق